كتب ألكسندر فيدروسوف، في “إزفيستيا”، حول حاجة المجمع الصناعي العسكري الأمريكي إلى حرب حقيقية في أوكرانيا.
وجاء في المقال: وسائل الإعلام الأمريكية تقصف جمهورها بكثافة بتقارير عن عدوان روسي، يفترض، حسب آخر المعطيات، أن يحدث قبل انتهاء أولمبياد بكين. لكن هذا ليس دقيقا.
توقعات الأمريكيين، بشكل عام، ليست على ما يرام، في الفترة الأخيرة. في يناير، تحدث البيت الأبيض عن غزو روسي وشيك لأوكرانيا. وفي بداية فبراير، تراجع؛ ثم مع اقتراب منتصف فبراير، أصبحت حتمية العدوان الروسي مرة أخرى فكرة مهيمنة في إدارة بايدن.
الغزو في الواقع غير موجود، لكن ما إن تفتح وسائل الإعلام الأمريكية حتى يتولد لديك انطباع بأنه بسير على قدم وساق.
تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بإجلاء الدبلوماسيين على عجل من كييف، وقد تم نقل 3000 جندي أمريكي على وجه السرعة إلى بولندا، وهبطت الطائرة العسكرية الأمريكية الرابعة عشرة محملة بـ 1200 طن من العتاد العسكري في بوريسبول. وخلافا للعدوان الروسي الوهمي، كل هذا يحدث في الواقع. ومن الواضح أنه لا يساهم في تخفيف التوتر الدولي.
التزامن بين تصريحات المسؤولين الأمريكيين ووسائل الإعلام الرئيسية، في تصعيد الموقف حول أوكرانيا، أمر يثير الدهشة.
والأسوأ من ذلك، أن العديد من وسائل الإعلام الأمريكية ذات العقلية العسكرية (من كان يتخيل ذلك!) تعيش على أموال إعلانات كبريات شركات الأسلحة.
العام الماضي، انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان، وهي تواصل تقليص وجودها العسكري في الشرق الأوسط. وفي غضون ذلك، تبلغ الميزانية العسكرية الأمريكية للعام الحالي رقما قياسيا، هو 768 مليار دولار، ومن أجل “إنفاقها” يحتاج المجمع الصناعي العسكري إلى حرب بشكل عاجل. يفضل أن تكون حقيقية، وافتراضية أيضا، من أجل جني أموال جيدة ثم اثراء المؤسسة السياسية والإعلامية الأمريكية.
(روسيا اليوم)