*إدلب بين بوتين والأسد .. حَسم عسكري أَم حَل؟
اسماعيل النجار | كاتب وباحث لبناني
مدينة إدلب وريفها بؤرة النفايات السعودية القطرية التركية الأميركية الصهيونية،
وبؤرَة الإرهاب والإرهابيين،
ملاذ الشياطين الذين لجئوا إليها هاربين بعدما رفضوا التسويات في مناطق عديدة خرجوا منها مهزومين وصاغرين.
وكما الجنوب السوري وتحديداََ حزام درعا بصرى الشام الذي شَكَّلَ للأردن هاجس أمني شَغَل ربع الجيش الأردني في مهمات سهَر وحماية على الحدود خوفاََ من تسلل بعضهم الى داخل البلاد.
كانَ الأمر مماثلاََ في مدينة إدلب وريفها فنفايات الدُوَل الخَمس المذكورة أعلاه تُشَكِل نفس المشكلة في منطقه شمال سوريا التي تؤَرِّق أردوغان وتقلق راحته ليلاََ نهار، أضِف إليهم منظمة قسد الإرهابية العميلة للأميركيين والصهاينة التي لا بُد من حَل لهما وبأسرع وقت ممكن،
لذلك كان ملفهما على طاولة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد خلال اللقاء الذي جمعهم الأسبوع الماضي في موسكو والذي بحث مجمَل القضايا ذات الإهتمام المشترك التجارية منها والسياسية، فكانت إدلب الطبَق الرئيس على مائدة القائدين الكبيرين، حيث تبلَّغ الرئيس الأسد من الرئيس بوتين طروحات أنقَرَة بموضوع حل مشكلة الشمال برُمَتها على أن يكون حلاََ شاملاََ وليسَ مجتزأَََ يضمن خُلو المنطقة من كافة المسلحين الأكراد والإرهابيين ونقلهم إذا إقتضىَ الأمر إلى افغانستان على أن تبقى الوية الجيش الحُر في المنطقة تشكل حزاماََ آمناََ لتركيا بعد انضمامها الى الجيش العربي العربي السوري وإضفاء صفة رسمية عليها كما هوَ الأمر مع لواء أحمد العودَة الذي انضم الى الفيلق الخامس اقتحام،
الطرح التركي قوبِلَ برفض روسي قاطع وخصوصاََ أن يُنقَل أيٍ من الإرهابيين الى افغانستان، وخصوصاََ أن من بينهم ألآف الإرهابيين الذين ينحدرون في أغلبيتهم من دوَل القوقاز المجاورة لروسيا والذين يشكلون قلقاََ بالغاََ لموسكو،
وأكد الرئيس بوتين للرئيس الأسد أنه مع سوريا حتى آخر نفَس وأنه يفضل تخيرَهُم بين أمرين أو الإستسلام للدولة السوريه أو الحسم العسكري معهم.
[ كما شكرَ القيصر سوريا على تفهمها الطلب الروسي بتأخير الحل العسكري في درعا والصبر للوصول إلى حل سلمي يوفر الدماء،
[ أيضاََ نقل الرئيس بوتين للرئيس الأسد نتائج اللقاء الذي حصلَ بين قائدَي الجيشين الروسي والأميركي في هلسنكي الذي ناقشَ الإنسحاب الأميركي من شمال وشرق سوريا وأضاف الرئيس بوتين أن الأمور على شفير الحَل بالنسبة لقضيَة الكُرد وأنه قد تَمَّت مناقشة مستقبل ما يزيد عن ال ١٣٠ شخصية كردية ربما سيغادرون خارج سوريا وتتم تسوية اوضاع الباقيين وتسليم الأسلحة للدولة السورية،
أيضاََ أكد بوتين أن اللقاء المرتقب بينه وبين أردوغان في سوتشي سيشكل نقطة النهاية بالنسبة لقضية إدلب وسيطالبه بتفيذ الإتفاقات الموقعه بينهم خلال المفاوضات السابقة، تركيا بدورها ترفض دخول أيٍ من المسلحين الإرهابيين وعائلاتهم إلى أراضيها مدنيين كانوا أم عسكريين، وسيتم التأكيد على ألرئيس اردوغان بأن الحل يكمن بتحمل تركيا المسؤولية ورفع الغطاء عنهم وسحب نقاط المراقبة التابعه لها وترك الجيش السوري يعالج الأمر تحت ضربات سلاح الجو الروسي السوري،
وكان سلاح الجو الروسي قد وَجَّهَ خلال الإسبوع المنصرم رسالة إلى تركيا من خلال قصفهِ نقاط عسكرية للإرهابيين قريبة جداََ من نقاط المراقبة التابعه لها في منطقة حساسة للغاية.
أما في الملف الكردي الأكثر تعقيداََ أكدَ الرئيس الأسد أن القرار الرسمي السوري بالدخول الى كافة الأراضي السورية نهائي وحاسم وعلى قسَد أن تفهم رسالة الحكومة لها، ولدى دمشق توجُه بعد الإنسحاب الأميركي من أراضيها لكي تضع بين أيدي قادة قسد خيار من إثنين : إما تسليم السلاح وتسوية أوضاعهم والعودة الى حضن الوطن أو سيلاقون مصيرهم أسوَةََ بباقي المحافظات التي تمردت على الدولة السورية.
[ الأميركيين بدورهم أوشكوا على الإنتهاء من التفاهم مع الدب الروسي حول سوريا مؤكدين للرئيس بوتين قرار الحاسم بالإنسحاب منها بعد الإنتهاء من بحث القضية الكردية وترتيب الملف بالكامل.