أيتام حاقدون يبحثون عَمَّن يَتبَنَّاهُم بعد موت الحريري.

د . اسماعيل نجار | كاتب وباحث لبناني

كعصافير الدوري يتنقلون من غصنٍ إلى غصن، لهم موطِن لا وطن هكذا يعتبر هؤلاء العصافير لبنان،
لا يهمهم سِوَىَ نفث سمومهم وتسييل أحقادهم ضد الآخرين، وليسَ مهماََ لديهم عِزَة أنفسهِم أو مقام رجولتهم، لأنهم افتقدوها منذ زمنٍ بعيد!
هكذا تربىَ هؤلاء المُنَطنطين من شجرة إلى شجرة، ومن غُصنٍ الى غصن، وتراهم يبيتون كل ليلة في عُش غير الذي باتوا فيه بالأمس.

مات الحريري الأب، بإغتيالٍ سعوديٍّ أميركيٍّ صهيونيٍٍّ غادر، ومات ابنهُ سعد أيضاََ، لكن سريرياََ، بِاغتيالٍ سياسيٍّ سعوديٍّ غادر، لَم يبكِ أيتام تيار المستقبل أباءهم الذين علموهم وأصحاب الفضل عليهم. بَل بَكوا مصالحهم الشخصية وجيوبهم التي لا تمتلئ مهما أعطيتهم، هؤلاء أضعف من أن يواجهوا حزب الله، وأضعف من أن يقفوا في مُقابِلِهِ وجهاََ لوجه، لذلك كانت ساحات التواصل الِاجتماعي هيَ مِساحتهم الواسعة، بالنقد الجارح والشتم والتحريض والتجييش ضد أشرف الناس، الذين حرروا لهم الوطن ومنعوا الإرهاب الذي دعموه من السيطرة عليه والتنكيل بأهله، لأنّ هؤلاء الجبناء ما اعتادوا الفروسية والمواجهة وسط غبار النِزال وصطكاك نصال السيوف.

هؤلاء هم الشرذمة الذين أتوا بالأمس، من طرابلس الى معراب، لتأييد سمير جعجع الذي خطفَ وقتلَ أباءهم على حاجز البربارة، واغتصبَ نساءهُم هناك، جاؤوا مُلحقاََ لسيدهم الريفي الذي وصلَ إلىَ معراب قبلهم، بتوجيهٍ أميري سعودي، لتقديم الطاعة والولاء لسمير جعجع الذي عينتهُ السعودية مفتياََ للديار السُّنية في لبنان، ومرجعاََ سياسياََ لهم.

لقد شوهدت قوافل السيارات القادمة من طرابلس اليوم، وهيَ ترفع أعلام حزب القوات وصور رئيسهِ العميل المجرم الغدار، وهي لا تمثل المدينة ولا أهلها الطيبين المحترمين.

لقد كان مشهداََ مخجلاََ لأناسٍ أضحوا أيتاماََيبحثون عن أبٍ يتبناهم ويرعاهم بعدما فقدوا حنان الحريرية السياسية المالية، وبعدما أضحوا نِعالاََ تدوسهم أقدام أقزام آل سعود.

إنّ وطناََ كلبنان لا يمكن أن يستقيم، في حياته الِاجتماعيةوالسياسية،مع هؤلاء الحَقَدَة المَكرَة الطواغيت المتعطشين للدماء،التابعين للخارج من أجل حَفنَة بسيطة من الدولارات الخضراء، أو الريالات السعودية الملوثة، لأنهم يعكسون صورةلبنان الجميل،من واحةٍ خضراء غنَّاء، إلى مِساحة تضم أبالسةََ وشياطين.

نحن في هذا الوطن قدمنا فلذات أكبادنا، من أجل بقاء لبنان، ومن أجل استمرارية الحياةفيه، وللحفاظ على هويته الوطنية، ولَم نكن يوماََ صدىً لآفكار الآخرين، أو أداةً تعملُ للخارج، ولسنا ضعفاء، ونرفض ما يحاول الآخرون إملاءه علينا؛ نحن دولة محترمة مستقلة، لنا كياننا وحدودنا، وما يصدُرُ عنا نابعٌ من عمق قناعاتنا،
لذلك، فإن الحملة الإعلامية الشرسَة التي يشنها غلمان السفارات ضد الوزير جورج قرداحي، لن تغني ولا تسمِن من جوع، ولن تؤتيَ أُكُلها، فالوَ زير قرداحي ليسَ موظفاََ لدى البلاط السعودي ولا الإماراتي، ولا هوَ مكسر عصا لأحد!

لقدعَبَّرَالرّجل عن رأيهِ،بصدق وصراحة، ونحن نعيد ما قاله، في كل ساعه من ساعات الليل والنهار.

لذلك ندعوا اللبنانيين جميعاََ، إلى وقفة عز وكرامة، رفضاََ للهجمة على ابن البلد الحرّ الشجاع، لكي لا تكون سابقة تقرر فيها السعودية وأزلامها الإعتداء على الحريات العامة في وطنٍ اعتاد التعبير.

[لبنان مِساحة للحريات العامةوالتعبير عن الرأي،
[ففي عالمنا العربي الذي أصبح عبرياََ بإمتياز، يوجد فيه هيئة “النهي عن المعروف والأمر بالمُنكر”، وليس العكس وهو ليس السعودية يا غلمان البلاط، ولن يكون كذلك، ويجب أن تعلموا أنّ زمن الوصايات وَلَّىَ يا عبيد القرن الواحد والعشرين.
Exit mobile version