أهالي الإسكندرية غاضبون من تصرفات الجيش المصري
ولا يزال العمل في المشروع مستمرا، رغم الاعتراضات الشعبية والنيابية الهائلة، والتي تظهر بصورة واضحة في تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا أن العمل فيه تم بليل دون إعلان مسبق أو دراسة الأثر البيئي والنسق الحضاري للمشروع.
ولم يفلح احتجاج السكندريين في ديسمبر/كانون الأول 2016، في جعل السلطات تتراجع عن المشروع، الذي يُنفذ لصالح الإدارة العامة لنوادى وفنادق القوات المسلحة.
وتقدر ميزانية المشروع، الذي تم افتتاح جزء منه بالفعل حوالي مليار جنيه مصري (64 مليون دولار)، ويهدف بالأساس لربط فنادق وشواطئ القوات المسلحة بمنطقة سيدي جابر ببعضها.
ويضم المشروع مجمعا سياحيا ترفيهيا على شاطئ الكورنيش، يمتد من سيدي جابر (وسط البلد) حتى منطقة رشدي، بطول يبلغ حوالي 900 متر.
ويتضمن المشروع إنشاء فندق “تيوليب 2” الذي يحوي جراجا مُتعدد الطوابق أمام الشاطئ، وكوبري يربط المشروع بالجهة المقابلة، من خلال مسار علوي معزول، إضافة إلى نفق يربط المجمع السياحي في منطقة مصطفى كامل بالفندق في منطقة رشدي.
وطبقا لما أعلنته القوات المسلحة على الصفحة الرسمية للمشروع على “فيسبوك”، فإنه يضم أكبر مجموعة مطاعم متخصصة، وكافيهات عالمية، وأكبر ماركات الملابس العالمية، إضافة إلى صالة دولفين وأسماك نادرة.
كما يضم المشروع، صالة تزحلق علي الجليد، وبولينج ونافورة راقصة، وملاعب أسكواش، وصالة العاب رياضية “جيم”، ومارينا للرحلات البحرية ومدرسة ومركز للغوص بخلاف مسرح وحديقة للنباتات النادرة وأماكن مخصصة للصيد.
يشار إلى أن الجيش يمتلك 13 فندقا وناديا اجتماعيا في الإسكندرية، إضافة إلى 3 فنادق تحمل علامة “تيوليب”، التي تتبع الشركة الوطنية للفنادق والخدمات السياحية إحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة.
وحسب مواقع حجز الفنادق على الإنترنت، فإن سعر الإقامة في فندق “تيوليب” مصطفى كامل من بين الأعلى في الإسكندرية؛ حيث تبلغ تكلفة الإقامة في الليلة الواحدة 84 دولارا أو ما يعادلها بالجنيه المصري.
ورغم الانتهاء من جزء غير قليل من المشروع بالفعل، حيث تم افتتاح كوبري سيدي جابر منذ أكثر من عام، ثم عدد من المحال التي تحمل توكيلات أشهر الماركات العالمية قبل حوالي شهرين، إلا أن المشروع برمته لا يزال يمثل غُصَّة في قلب كل إسكندراني.
ولعل هذا الغضب، يعود إلى شعور أهالي الإسكندرية باغتصاب مدينتهم دون رضاهم، فلم يكلف أحد من المحافظة أو الجيش نفسه ليجري حوارا مجتمعيا حول المشروع قبل البدء فيه، بل إنهم لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء الإعلان عنه قبل الشروع فيه،
ولم يعرف الناس بالمشروع إلا حينما فوجئوا في صباح يوم بارد من أيام شتاء الإسكندرية بزحام خانق على طريق الكورنيش في منطقة المشروع.
كما تسبب ردم بعض أنفاق المشاة التي كانت موجودة على كورنيش الإسكندرية، في وقوع حوادث مروّعة لمن يحاولون عبور الطريق السريع.
ورغم الانتهاء من كوبري سيدي جابر وتحقيق نسبة عالية من السيولة المرورية في المنطقة، ربما تفوق ما كانت عليه قبل إنشاء الكوبري، فإن حالة الغضب والاحتقان لم تخف حدتها عند أهالي أشهر المحافظات الساحلية في مصر، بسبب شعور الناس بتغول الجيش على كل تفاصيل الاقتصاد والحياة المدنية، وأن المدنيين تحولوا إلى مواطنين من الدرجة العاشرة.
ودأبت القوات المسلحة على الاعتداء على شواطئ الإسكندرية دون أن تجد من يطلب منها التوقف؛ حيث سبق لها اقتطاع جزء من الكورنيش المواجه لفندق 26 يوليو لإقامة شاطئ خاص بالفندق، وكذلك إقامة نفق متصل بفندق المحروسة لعبور نزلاء الفندق طريق الكورنيش والاستمتاع بالشاطئ الذي تم تطويره عبر ردم أجزاء من البحر، فضلا عن استئجار شاطئ زيزينيا العام، وتخصيصه لنزلاء فندق “تيوليب”.
يذكر أنه بخلاف الأسوار الخرسانية في منطقة مشروع تطوير مصطفى كامل، هناك أسوار من الأسلاك نُصبت في أماكن أخرى أقيمت فيها مطاعم ومقاهٍ في مناطق كليوباترا وكامب شيزار وبحري والمنشية.
الكاتب :
الموقع :www.alalamtv.net
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2020-11-22 09:11:06
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي