ترددت أنباء أمس عن توجه وفد تركي رفيع المستوى إلى دمشق، من أجل التفاوض مع المسؤولين السوريين لحل الأزمات المتفاقمة بين البلدين، وذلك بوساطة روسية.
ونقل موقع «تركيا الآن» الإلكتروني، عن موقع «تي 24» التركي الذي ينشر باللغة التركية أن الوفد سافر إلى دمشق للتفاوض مع ممثلين عن الحكومة السورية، لحل الأزمات المتفاقمة بين دمشق وأنقرة.
وأشار موقع تي 24 إلى أن زيارة الوفد جاءت في أعقاب تصريحات أطلقها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، حول عزم بلاده على حل المشكلات مع سورية، وبالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين قوات الجيش العربي السوري وقوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من التنظيمات الإرهابية في العديد من المواقع في الشمال السوري.
وأوضح الموقع، أن الوفد التركي يضم ضباط مخابرات وعسكريين رفيعي المستوى، وأن الزيارة جاءت بوساطة روسية.
ونقل الموقع عن مصدر سوري، رفض الإفصاح عن اسمه، قوله: «إن العلاقات التركية السورية لم تنقطع بأي شكل من الأشكال حتى في أشد لحظاتها انهياراً»، مضيفاً: إن تلك المحادثات التي تمت برعاية روسيا، سيفصح عنها كل من البلدين في القريب العاجل.
وذكر المصدر، وفق الموقع التركي، أن الحكومة السورية على أتم الاستعداد لبدء المحادثات مع حكومة النظام التركي والحكومتين العراقية والإيرانية من أجل حل الأزمات.
وسبق لرئيس النظام التركي أن صرح بتاريخ 19 أيلول الماضي، بأن حكومة النظام التركي على أتم الاستعداد للحوار والنقاش مع دمشق في جميع القضايا، حسبما ذكر الموقع.
وفي 19 حزيران 2019 أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الراحل وليد المعلم، أن سورية «لا تسعى لمواجهة عسكرية مع تركيا، لكن محاربتنا للتنظيمات الإرهابية أمر مختلف»، موضحاً أنه «لم نعتدِ على أحد وما نريده تحرير أرضنا الذي هو حق مشروع لنا».
وطالب المعلم تركيا بـ«التوقف عن تدريب وتسليح المجموعات الإرهابية، إضافة إلى سحب قواتها من الأراضي السورية»، معتبراً أنه إذا لم تسحب قواتها فإنها سـ«تكون قوة احتلال لا فرق بينها وبين إسرائيل».
وأضاف المعلم: «إذا التزمت تركيا بهذه الأمور فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى تطبيع العلاقات معها إن شاء اللـه».
ويقدم النظام التركي دعماً للتنظيمات الإرهابية في سورية وعلى رأسها داعش و«جبهة النصرة» منذ بدء الأزمة السورية عام 2011 وحتى الآن، فضلاً عن قيامه باحتلال مناطق في شمال وشمال شرق سورية، وتهجير آلاف السوريين من مناطقهم وتوطين مرتزقته من الإرهابيين فيها بهدف تغييرها ديموغرافياً.
لكن الجيش العربي السوري وحلفاءه تمكّنوا من تحرير أغلب المناطق في عموم البلاد وحشر مرتزقة أردوغان في الشمال السوري، الأمر الذي أدى به إلى نقل المرتزقة إلى دول أخرى.