كتاب الموقع

أم صطوف .. و “وزير البيض”

هلال عون | كاتب واديب سوري

معروف عن أم صطوف أنها تمتلك ذاكرة تعادل 256 غيغا بايت . ومن الصفات الأخرى التي تتميز بها أنها تتعامل مع الناس بعفوية تامة، تشبه عفوية الأطفال دون سن السادسة .. ولكنها ، يوم أمس ، وفي تغيير مفاجئ، ذهبت إلى صالون تجميل وغيرت لون شعرها الأشقر إلى اللون البنفسجي ، ووضعتْ رموشا وأظافر اصطناعية ، بالإضافة إلى نقطة سوداء على شفتها العليا (شامة). وعندما لاحظت دهشتي حين زيارتي لهم قالت : ” لم أدخل في موضوع التاتو، والفيلر، والبوتوكس، والبلازما والميزو، والديرما بن .. لأن الميزانية لم تسمح لي بذلك . وعندما سألتها عن سر هذا التغيير قالت: ” اليوم الساعة 5 المغرب راح يشوفني وزير البيض .. ولازم يكون منظري أكابري “!!! . ثم أوضحت قائلة : “الوزير راح يشرح سبب ارتفاع أسعار البيض، وخططه لتنزيل سعره” ويجب أن نحضر ونناقش الموضوع معه .. ويجب أن تذهب معنا ( أنا وأبو صطوف ) لأن الدعوة عامة .. قبل ساعة من الموعد المحدد وصلنا إلى المكان .. ولم تقبل أم صطوف أن نجلس إلا بالصف الأول في القاعة .. وقبيل دقائق من حضور الوزير حضر عدد من المديرين العامين والمسؤولين والإعلاميين . وكان الجميع يحيّيها ، في حين طلبوا “مني ومن أبو صطوف” العودة إلى المقاعد الخلفية لأن المقاعد الأولى للمسؤولين .. والمفاجأة أن “أم صطوف” تجاهلتنا وكأنها لا تعرفنا حين قمنا وجلسنا في الخلف . حضر “وزير البيض” وبدأ حديثه فقال : هناك نشرة سعرية يومية نصدرها، تتضمن تسعيرة خاصة بكل محافظة ، وقد تم تسعير صحن البيض في مدينة طرطوس بـ 8600 ليرة وزن 1800غ . وفي دمشق بـ 8400 . وفي حمص بـ 8400 ليرة. وتابع الوزير : أحب أن أؤكد لكم أن دورياتنا تقوم يومياً بجولة على الأسواق للتأكد من مدى التزام البائعين بالنشرة الصادرة عنا. كما أحب أن أؤكد لكم أيضا أن وزارتنا ستعمل على دعم هذا القطاع من خلال توفير المستلزمات المطلوبة له، وفي هذا السياق أؤكد لكم أيضا أننا سندرس إمكانية نقل الدواجن والدجاج البياض من المناطق التي لا تتوافر فيها المراعي والمواد العلفية إلى المناطق الزراعية التي تتوافر فيها المراعي والمواد العلفية ، لنستطيع كسر الأسعار . كذلك سندرس إمكانية إمكانية إصدار قرار بوقف عمليات تصدير مادة البيض . وهنا رفعت صطوف يدها ، وقالت : عندي مداخلة .. ثم تابعت : ” قال الديك للدجاجة : طول عمرك بتبيضي وما بتاكلي بيض .. فردت عليه الدجاجة : وأنت طول عمرك بتأذن وما بتصلي” !! ضجت القاعة بالضحك ، ثم وقفت أم صطوف ومشت باتجاه باب القاعة ، فقمنا ولحقنا بها (أنا وأبو صطوف ) !! وقبل أن تخرج قالت : سيادة وزير البيض .. بتنحل كل مشاكل وزارتكم لما بتنسى حرف «السين» !.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى