كتب “Colin Clarke” مقالة نشرت بصحيفة نيويورك تايمز قال فيها ان المتطرفين اليمينيين والميليشيات المعادية للحكومة الذين اقتحموا مبنى الكونغرس وحاولوا تعطيل العملية الدستورية لا ينظرون الى ما حصل على انه فشل (رغم عدم تمكنهم من تعطيل العملية الدستورية). وأضاف الكاتب بان حقبة التسعينيات شهدت احداثاً شكلت دعاية قوية لليمين المتطرف، مثل احداث “Ruby Ridge” في ولاية “Idaho” عام ١٩٩٢، واحداث “Waco” في ولاية تكساس عام ١٩٩٣، وتفجيرات “Oklahoma City” عام ١٩٩٥. كما أردف بان هذه الاحداث كانت مفصلية بالنسبة للجهات المعادية للحكومة. وتابع الكاتب بان اقتحام مبنى الكونغرس ايضاً سينظر اليه اليمين المتطرف على انه “مظاهرة ناجحة”، مشيراً في نفس الوقت الى ان مشاهد الاقتحام انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل شبه فوري. الكاتب قال ان الافراد والمجموعات الصغيرة وافراد الاسر شكلوا جزء كبير من الحشد الذي اقتحم مبنى الكونغرس، وان هؤلاء قد يصبحون الجنود الجدد لليمين المتطرف. كذلك نبه الى ان بعض هؤلاء “المجندين الجدد” او ربما العديد منهم لديه تجربة عسكرية او تلقى التدريب في مجال انفاذ القانون. ونبه ايضاً الى التحاق اشخاص من جيل الشباب الى اليمين المتطرف، محذراً من ان ذلك سيعطي نفساً جديد لهذا المعسكر ويضمن بقائه لفترة طويلة. كما أضاف الكاتب بان البعض قد يندفع للالتحاق بصفوف الميليشيات المعادية للحكومة والجماعات العنصرية المتطرفة تماماً كما اندفع البعض للالتحاق بالجيش الأميركي بعد هجمات الحادي عشر من أيلول. وأردف بان تاريخ السادس من كانون الثاني يناير سيكون تاريخاً رمزياً للمتطرفين اليمينيين تماما كما تاريخ الحادي عشر من أيلول هو تاريخ رمزي لعموم الشعب الأميركي. هذا واتهم الكاتب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بتهيئة الأرضية للعنف السياسي منذ سنوات، وقال ان محاولات ترامب لنشر المعلومات المضللة وتقويض المؤسسات الديمقراطية وإيجاد الخلافات بين الاميركيين ستساعد في بقاء اليمين المتطرف. كذلك شدد الكاتب على ضرورة عدم الاستهانة بما ستحمله السنوات المقبلة من اضطراب، مشيراً الى ارقام قياسية في بيع السلاح والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، الى جانب ما تسبب به وباء الكورونا من مشاكل نفسية وغيره. كذلك توقع الكاتب بان يصبح التطرف اليميني المحلي ظاهرة أكثر تنوعاً في عام ٢٠٢١ بحيث تجمع ما بين العنصريين البيض وأصحاب نظريات المؤامرة والميليشيات وغيرهم من المتطرفين. كما حذر من قابلية بعض أنصار ترامب للالتحاق بشبكات أكثر تطرفاً وايضاً ربما بمنظمات العنصريين البيض والنازيين الجدد بعد ما أصبح ترامب خارج البيت الأبيض، مضيفاً بان هذه الجماعات واثقة من قدرتها على تجنيد أنصار ترامب. وبناء عليه خلص الى ان جزء أكبر من اليمين المتطرف قد يشارك في اعمال عنف عنصرية. كما حذر الكاتب في نفس الوقت من علاقات متنامية بين اليمينيين داخل اميركا والجماعات اليمينية العابرة للأوطان، مرجحاً تعزيز هذه العلاقات. واعتبر الكاتب ان احداث “Charlottesville” في شهر آب أغسطس عام ٢٠١٧ كان من المفترض ان تدق جرس الإنذار حول ضرورة معاجلة التهديد الذي يشكله اليمين المتطرف، الا ان ذلك لم يحصل. كما أشار الى الهجمات التي حصلت في “Pittsburgh” عام ٢٠١٨ و” El Paso” عام ٢٠١٩، والى خطة اختطاف حاكمة ولاية “Michigan” العام الماضي، وقال ان كل هذه التطورات شكلت فرص ضائعة لاخذ التهديد اليميني المتطرف على محمل الجد. وأضاف الكاتب بان هذا الفشل أدى الى اقتحام مبنى الكونغرس، وعاد وحذر من ان هذا الحدث يشكل حافزاً لعصر جديد من المتطرفين الي