اعتبر الكاتب والمحلل السياسي ناجي أمهز أن الأحزاب والقوى المناهضة لحزب الله، استشعرت أنها انهزمت سياسيا وخدماتيا بعد إعلان السيد حسن نصر الله استقدام شحنات محروقات من الجمهورية الإسلامية في إيران وانه بمكان ما قد سقطت خياراتها، التي كانت تراهن عليها فيما يتعلق بتفكك بيئة حزب الله بحال انهار الاقتصاد واجتاح الفقر لبنان، وخاصة أن هذه القوة قد حشدت كافة وسائلها الإعلامية منذ فترة لخلق رأي عام تحمل من خلاله كل ما يحصل في لبنان إلى حزب الله.
وأضاف أمهز في تصريح خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء، أن الأحزاب المناهضة للحزب، لديها تصور أن وصول النفط الإيراني إلى لبنان يعني المزيد من التمدد الشعبي الوطني للمقاومة ومحورها مما يعزز النفوذ، وخاصة أن هذا النفط سيشكل دائرة أمان لغالبية اللبنانيين فنحن نتكلم عن المستفيدين من هذا النفط وهم المستشفيات والأفران وحتى مولدات الكهرباء، وحتما هذا النفط سيصب لمصلحة المقاومة انتخابيا، وأيضا هناك فريق أخر من هذه القوى يعتبر أن المقاومة ستستفيد ماديا من واردات النفط الإيراني وخاصة إذا كان هذا النفط هو مقدم للحزب بالمجان، يعني المزيد من الخدمات التي سيقدمها الحزب للبنانيين.
وكشف أمهز أن الكثيرين يسعون لتحويل النفط الإيراني الى كارثة، مع العلم أن الحزب غايته من استيراد النفط من إيران، هو رفع الذل، وصون كرامة الشعب اللبناني الذي يصطف طويلا على المحطات مما يشكل هدرا للمال العام واستنزافا لوقت المواطنين، ولا ننسى أن من أهم ايجابيات النفط الإيراني هو ثبات سعر الرغيف، وأيضا إنقاذ المستشفيات والمرضى والمدن والقرى من انقطاع التيار الكهربائي والعتمة الشاملة والارتفاع الجنوني بأسعار الاشتراكات (المولدات)، كما أن الحزب سيوفر على الخزينة والشعب عشرات ملايين الدولارات، ويحرر الشعب من جشع واحتكار كارتلات النفط في لبنان.
لكن فئة من المجتمع اللبناني وفق أمهز تعاني من عصبية طائفية مقيتة وبغيضة، إضافة إلى انقسام حاد بالخيارات الإستراتيجية والانتماء لأكثر من جهة دولية وهنا الكارثة، التي ستحول الأمور الايجابية إلى سلبية، فانا أخشى أن تلتهب الساحة السياسية مع وصول النفط الإيراني، وخاصة أن الإدارة الأمريكية مع بعض قوى الرجعية العربية تحرض على الحزب وعلى النفط الإيراني، وقد شاهدنا وسمعنا كيف انقلبت الإدارة الأمريكية على نفسها وطالبت بنقل الغاز وتزويد لبنان بالكهرباء عبر الأراضي السورية.
وأوضح أمهز أنه لم يكن مستغربا ردة فعل الأمريكي حيال موضوع النفط، ومسارعتها بالطلب من مصر والأردن بإمداد لبنان بالغاز والكهرباء، متجاوزة قانون قيصر التي طالما استخدمته لإرهاب المجتمع الدولي، فالإدارة الأمريكية أدركت أن النفط الإيراني سيشكل بداية كسر للحصار والعقوبات المفروضة ليس على لبنان فحسب، بل بأماكن عديدة، لذلك تسارع إلى قطع الطريق على وصول هذا النفط، وخاصة أنها عاجزة هي والعدو الإسرائيلي عن استهداف هذا النفط، وبحال لا سمح الله حدث هذا الأمر وتم قصف الصهاريج القادمة إلى لبنان، وهذا الأمر لن يحصل لأنهما يعلمان، بان المنطقة ستدخل بحرب لن تنتهي بوقت قصير، لذلك خيارات الإدارة الأمريكية محدودة جدا وليس أمامها إلا الانصياع، أو أن تقدم للشعب اللبناني كل ما يريده مما يعني أن حزب الله انتصر للشعب اللبناني على مختلف الجهات.
بالتاكيد وصول النفط الايراني هو ولادة فجر جديد لمحور المقاومة وحلفائها، بل ستجد المقاومة نفسها محاطة بمزيد من الحلفاء، حيث أن العامل الاقتصادي يغير بالعوامل السياسية، والشعبية.
وبخصوص الاستجابة السريعة من الجمهورية الإسلامية في إيران لمساعدة الشعب اللبناني أكد أمهز أنه ليس غريبا على الجمهورية الإسلامية هذا الدعم بل ما قدمته للبنان كي يحرر أرضه من الاحتلال الإسرائيلي هو أعظم بكثير مما يجري اليوم، فإيران هي نصيرة المستضعفين بالعالم، والسد المنيع والموقف القوي بوجه الغطرسة الأمريكية وعملائها، وإيران كانت تتمنى أن يتوحد الشعب حول مطالبه وهي مستعدة أن تنتشل لبنان من كل أزماته، وان تنقذ الشعب اللبناني بكافة طوائفه، ولكن للأسف المشكلة بالشعب اللبناني المنقسم على نفسه، أما إيران فهي بحر من العطاء ونور من الخير، وحتى أعدائها لا يستطيعون نكران تفانيها بمساعدة الشعوب، والمساهمة باستقرار المنطقة من أفغانستان حتى لبنان، إيران تمد يدها للجميع بالمنطقة، وليس لها إلا عدو إلا العدو الإسرائيلي وعملائه، وما تبقى إيران هي دائما تسامح وتدعو إلى الحوار والوحدة.