كتاب الموقع

أمبراطورية أميركا – أمبراطورية «اسرائيل»

امريكا واسرائيل.. منفعة حدية سطرها الاول صفقات عسكرية

نبيه البرجي | كاتب وباحث سياسي لبناني

ما وراء الضوء أن الحكومة المصغرة في «اسرائيل» اتخذت قراراً خطيرا . توجيه ضربة، أو ضربات، نووية الى ايران، لأن مضيّها في تطوير برنامجها النووي، تزامناّ مع تمددها الجيوستراتيجي، من اليمن الى لبنان، ومن العراق الى سوريا، يهدد «الوجود الاسرائيلي». لا بد، والحال هذه، من وقف الهذيان الهسيتيري لآيات الله …

الأميركيون الأكثر وعياً بتداعيات الخيار النووي، يعتبرون أنه لو تم حصر التداعيات في الشرق الأوسط، الأمر شبه المستحيل، لتحولت المنطقة الى أرض يباب.

بموازاة محادثات فيينا، اتصالات، ولقاءات، مكوكية، معقدة، بين الأميركيين و»الاسرائيليين» ان على المستوى الاستخباراتي (وليم بيرنز وديفيد بارنيع) أو على المستوى السياسي (أنتوني بلينكن ويائير لابيد، أو على المستوى العسكري (لويد أوستن وبني غانتس).

«الاسرائيليون» لا يطيقون روبرت مالي، رئيس الوفد الأميركي الى المفاوضات . يصفونه، وهو الخبير المحنك في فض النزاعات، بـ «الشخصية البنفسجية»، كونه يستخدم «لغة البنفسج» لا «لغة السكين مع آيات الله.

من الطبيعي أن يتولى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان تحليل نتائج الاتصالات، واللقاءات، ليطرح نظرة الرئيس الأميركي في ضوء الخلاصات التي أمامه.

ما يستشف من زيارته الأخيرة لـ «تل أبيب»، وبالرغم من الكلام المدوي عن «الشراكة الاستراتيجية»، وحتى «التماهي الاستراتيجي»، أنه لم يتمكن من زحزحة «الآراء الاسرائيلية». ما حصل هو الاتفاق على التريث الى أن تتبلور حصيلة المفاوضات التي قد تمتد الى آخر كانون الثاني، وربما الى منتصف شباط كحد نهائي.

«الموقف الاسرائيلي» على نار حامية . وبعدما حمل رئيس «الموساد» الى واشنطن وثائق «تثبت» أن الايرانيين توصلوا الى تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%.

في ظل تلك التقاطعات، العاصفة والملتبسة، كيف يمكن لمفاوضات فيينا أن تمضي الى اتفاق وشيك . «الاسرائيليون» يرفضون، بالمطلق، رفع أي من العقوبات.

ثمة دراسة في معهد جافي ترى أنه في حال رفعت العقوبات عن ايران، وانطلقت الدورة الاقتصادية، ومع اعتبار رغبة القيادة هناك في اختراق العالم التكنولوجي، لا بد أن يتحول هذا البلد الى نمر اقتصادي على شاكلة كوريا الجنوبية، وحتى على شاكلة اليابان؟

هذا يعني أن ديناميكيتها الجوسياسية، والجيوسياسية، في المنطقة ستزداد خطورة، خصوصاً وأن الايرانيين يركزون كثيراً على التطوير النوعي للصواريخ الباليستية التي، حتماً سيصل الآلاف منها الى حزب الله.

يتزامن ذلك مع المؤشرات المتلاحقة حول تقليص الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأدنى (باتجاه الشرق الأقصى)، ما يفتح أبواباً كثيرة أمام آيات الله الذين طالما لعبوا على التناقضات، والصراعات، العربية ـ العربية، والتي لا مجال البتة لانهائها بسبب البنية القبلية ان للدول أو للمجتمعات العربية .

في هذا السياق، لوحظ أن باحثين أميركيين يطرحون، وان مواربة، السؤال حول مدى تأثير القنبلة الايرانية على الأمن الاستراتيجي «لاسرائيل» التي تمتلك مئات الرؤوس النووية، والكثير منها تحمله الغواصات القريبة من الشواطئ الايرانية.

هؤلاء الباحثون الذين يعتبرون أن الأوضاع المرتبكة في اليمن، وحيث المراوحة الدرامية، المراوحة الكارثية، على أبواب مأرب، وفي سوريا كما في لبنان، وحيث المعاناة الاقتصادية المروعة، انما تستنزف ايران.

يضاف الى ذلك أن ادارة بايدن التي تحاول لملمة التبعات الكارثية لسياسات دونالد ترامب، تسعى، وان متأخرة (متأخرة جداً)، للحيلولة دون ايران واللالتحاق بالحلف الروسي ـ الصيني الذي من شأنه ليس فقط تغيير الكثير من المعادلات في الشرق الأوسط بل وفي العالم . عالم على قرن ثور…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى