وذكر غرانوت، وثيق الصلة بالمؤسستين السياسية والأمنية في تل أبيب، أنه قبل 43 عاما أقلعت لأول مرة في كانون الأول (ديسمبر) من العام 1977 رحلة (إلعال) على الطريق المباشر من مطار بن غوريون إلى القاهرة، وكان الرئيس الراحل محمد السادات، أول زعيم عربي يخترق مقاطعة إسرائيل (بشكل علني)، وفي هذه الفترة بالتحديد تقلع الطائرات الإسرائيلية إلى عواصم عربية جديدة، كان آخرها رحلة أمس الثلاثاء إلى الرباط، على حد تعبيره.
وأوضح أن مصر كانت الدولة الأولى التي خرجت من دائرة العداء مع “إسرائيل”، ورغم ذلك بقي السلام باردا مع الكيان زاعما أن “الاضطرابات الإقليمية وفي الشرق الأوسط على مدى العقد الماضي، جعلت إسرائيل على نحو متزايد حليفا استراتيجيا للدول العربية (المطبعة)، كما أن هناك تطبيعا دافئا مع الإمارات والبحرين منذ اليوم الأول”.
بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه، شدد المستشرق غرانوت، على أنه كانت لدى “إسرائيل” علاقات دافئة مع المغرب منذ عقود، ولكنها في الغالب كانت من تحت الطاولة، وكانت هناك علاقات سياسية وإستراتيجية وأمنية واستخبارية وتجارية وسياحية، والعديد من الزيارات التي قام بها كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى المغرب، إضافة لعلاقات وثيقة مع الجالية اليهودية في المغرب، التي كانت ذات يوم الأكبر في العالم الإسلامي، كما نقل عن مصادره الرفيعة في تل أبيب.
ولفت إلى أنه في التسعينيات من القرن الماضي، تم إنشاء مكاتب لرعاية المصالح في كلا الجانبين، ولكن تم إغلاق هذه المكاتب بسبب الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والمعروفة عربيا وفلسطينيا بـ”انتفاضة الأقصى”.
وتوقع المستشرق، أن يزداد التطبيع مع المغرب دفئا، ودلل على ذلك، بمشاركة سفراء المغرب لدى واشنطن والأمم المتحدة في احتفالات إضاءة شموع عيد “حانوكا” (الأنوار) اليهودي إلى جانب السفراء الإسرائيليين، وصرح السفير المغربي لدى الأمم المتحدة بأنه لا بديل عن السلام، مضيفا أنها ستبدأ أيضا في وقت قريب جميع المدارس الابتدائية في المغرب بتعليم الثقافة اليهودية كجزء من المناهج الدراسية، كما أكد.
ونقلا عن المصادر السياسية والأمنية في تل أبيب أكد أن الرباط تعلق آمالا كبيرة على مساهمة التطبيع في زيادة كبيرة في عدد السياح الإسرائيليين الذين سيصلون إلى هناك، حيث زار في العام الماضي المغرب نحو 50,000 إسرائيلي، ومن المتوقع الآن زيارة حوالي 200 ألف إسرائيلي، لافتا إلى أن تأشيرة دخول الإسرائيلي إلى المغرب ستصدر له في المطار، عقب تقديمه شهادة فحص سلبية لفيروس كورونا، وفق أقواله.
ونوه إلى أن المغرب يريد أن يقدم نفسه كوجهة آمنة للسياح، لكن مثل بقية دول العالم فإنه لا يزال يواجه وباء كورونا، ولديه ما يقرب من نصف مليون مصاب، وستبدأ السلطات هناك قريبا بحملة تطعيم واسعة النطاق، والتي ستستند على الأقل في المرحلة الأولى على اللقاح الصيني، وفق أقواله.
ونبه المستشرق الإسرائيلي إلى أن المغرب لم يتحدث بعد عن فتح سفارات، بل فقط مكاتب مصالح، ربما ذلك بدافع الرغبة في الانتظار ومعرفة ما إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن سيعتمد قرار الرئيس دونالد ترامب بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، وهو الاعتبار الذي منح ملك المغرب لإعلان تطبيع العلاقات مع تل أبيب، كما أكدت مصادره في الكيان.
وخلص المستشرق الإسرائيلي إلى القول إن المغرب هو رابع دولة عربية تطبع مع “إسرائيل”، بعد الإمارات والبحرين والسودان، مؤكدا أن كوشنر وفريقه، نجحوا في وقت قصير في إنتاج خريطة جديدة للمصالح والتعاون في الشرق الأوسط، تقع إسرائيل في قلبها، هم يستحقون الثناء، حتى لو لم يكن لديهم وقت لإحراز التطبيع مع المملكة السعودية وسلطنة عمان، كما قال.
زهير أندراوس – رأي اليوم
الكاتب :
الموقع :www.alalamtv.net
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2020-12-24 00:12:38
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي