شوقي عواضة | كاتب واعلامي لبناني
لم يكن مستغرباً موقف الغرب من الانتخابات الرّئاسيّة في سورية. فقد عمد الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركيّة إلى محاولة تطويق العمليّة الديمقراطيّة للشّعب السّوري الذي انتصر بخياراته كانتصاره على الإرهاب الذي دعمه وأداره الغرب من أجل إسقاط نظام الرّئيس الدكتور بشار الأسد الذي خرج منتصراً بجيشه وشعبه ضدّ أعتى عدوان كوني شهدته سورية. مرّة جديدة خرج ملايين السّوريين إلى صناديق الاقتراع التي شكلت ميدان تحدّ للولايات المتحدة وحلفائها، فقالوا كلمتهم وبايعوا رئيسهم المقاوم بالرّغم من حملة الإرهاب الإعلامي التي شنّتها وسائل إعلام الغرب وبعض وسائل إعلام الخليج مع ما مورس من ديكتاتوريّة واعتداءات على حقوق الشعب السوري في ألمانيا حيث مُنع النّاخبون السوريون من حقّهم في الانتخابات نتيجة رفض السّلطات الألمانية إجراء الانتخابات، إضافة إلى ما شهده العديد من الطرقات الرئيسية في لبنان من اعتداءات على النّاخبين السوريين وقطع الطّرق عليهم على أيدي بعض الإرهابيين والعنصريين من القوّات اللبنانيّة.
وكذلك استباق الانتخابات بمواقفَ ناريّةٍ أطلقها مسؤولون غربيون ضمن إطار حربٍ نفسيّةٍ شنّت على سورية تقدّمتها الولايات المتحدة الأميركيّة التي أعلنت مندوبتها في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد «أنّ الفشل في تبني دستورٍ جديد دليلٌ على أنّ ما يسمّى بانتخابات 26 أيار/ مايو ستكون زائفةً»، لافتة إلى وجوب اتّخاذ خطواتٍ من أجل «مشاركة اللّاجئين والنّازحين و(مواطني) الشتات في أيّ انتخاباتٍ سورية»، مضيفة «لن ننخدع» طالما لم يتمّ ذلك. تبعه موقف السّفير الفرنسي في الأمم المتحدة نيكولاي دي ريفيير الذي أكّد على عدم الاعتراف مسبقاً بأيّ مشروعيّة للانتخابات السورية، ثمّ ممثّلة المملكة المتحدة سونيا فاري التي اتخذت نفس الموقف والقرار المسبق بعدم شرعيّة الانتخابات.
في مقابل هذا الإرهاب الإعلامي والنّفسي واجه الشعب السّوري بإصرار خوض معركته الانتخابيّة بكلّ ثقةٍ وثباتٍ ليخرج منتصراً بقيادة الرئيس الأسد الذي لم يتأخّر بالرّد على تصريحات الغرب قولاً وعملاً حيث أدلى بصوته مع زوجته السّيدة أسماء في مدينة دوما التي كانت أحد أبرز معاقل الإرهاب، معقباً على المواقف الغربيّة بقوله إنّ قيمة آرائكم هي صفر… وفي قراءةٍ متأنيّةٍ للانتخابات السورية نجد أنّ سورية حقّقتِ المزيد من الإنجازات والانتصارات أبرزها:
1 ـ كسر الحصار الأميركي والتّأكيد على استقلاليّة قرار الشّعب السوري والإصرار على استكمال مواجهة العدوان الأميركي وحلفه
2- ثبات الشّعب السوري على خياراته رغم التّضحيات الجسام التي قدّمها في مواجهة العدوان الكوني على سورية
3- انتخاب الرّئيس الأسد تأكيد على أهميّة دور سورية في محور المقاومة وأنّها ستبقى قلعة المقاومة وحصنها وهو مقدّمةٌ لمرحلةٍ جديدةٍ ومتقدّمة في المواجهة.
4- تنامي قوة سورية ودورها في المرحلة المقبلة إقليميّاً ودوليّاً لا سيّما في ظلّ تصاعد نجم الرئيس الأسد الذي تحوّل إلى رمزٍ اساسيٍّ من رموز محور المقاومة.
5- انكفاء المشروع الأميركي وتراجعه في المنطقة بالتزامن مع تعزيز قدرات سورية ومحور المقاومة.
6- انتصار الشّعب السوري في انتخاب الرّئيس الأسد جاء بالتزامن مع انتصار غزة وانتصار عام 2000 في لبنان وهو انتصار يضاف إلى سجل انتصارات الأمّة.
في الخلاصة أثبتت سورية من خلال الانتخابات أنّها مدرسة في الديمقراطيّة الحقيقيّة التي لا تشبه ديمقراطيّة وحوش السّلام الأسود من بايدن وترامب، ولا تقارن بديمقراطيّة احتلال مجلس الشّيوخ ولا بديمقراطيّة باريس قامعة انتفاضة السترات الصّفراء، ولا تقاس بديمقراطيّة برلين التي منعت النّاخبين السوريين من الانتخاب، ولا بديمقراطيّة البلطجية وعبيد السّفارات في لبنان. إنّها ديمقراطية سورية الأسد المتربّع في قلوب أبناء شعبه قبل أن يتربّع على سدّة الرّئاسة. إنّها ديمقراطيّة الشّهيد يحيى الشغري وآلاف الشّهداء الذين خطّوا صفحات عزّ الأمّة على جبين التّاريخ.