عمر معربوني | باحث لبناني في الشؤون السياسية والعسكرية
- اقرأ هذه الأيام الكثير من المقالات والمنشورات منها ما يرتبط بسورية ومنها ما يرتبط بلبنان والعراق واليمن وفلسطين وايضاً ايران ، يحاول الكتّاب من خلالها تعظيم دور الأسباب الداخلية في الأزمات التي نعيشها ، والتقليل لا بل الإلغاء الكلّي لدور الأسباب الخارجية .
- إنّ هذه الطروحات وإن كان بعضها يحاكي بدقّة شكل ومضمون الأسباب الداخلية ، الاّ أنها تبقى انعكاساً لنتائج الأزمات وليس اسبابها .
- إن نظرة سريعة لطبيعة الأزمات المتشابهة في البلدان المذكورة اعلاه يُشير الى الفاعل بوضوح ، فلا الويلات المتحدة تُخفي دورها ولا كيان الإحتلال كذلك ، وعدم الإشارة الى هذين الدورين وتغييبهما هو مساهمة في الترويج لبروباغندا الإعلام التضليلي ويُفسح في المجال امام مزيد من التزوير لحقائق الصراع .
- وكمثال إنّ ما يحصل في لبنان وخصوصاً في مدينة طرابلس هو بلا شك في ظاهره انعكاس للأزمة المعيشية ولكنه في نتائجه يبين لنا بوضوح الأصابع الإستخباراتية الإسرائيلية والتركية والسعودية في محاولة للإستثمار بالفوضى لتحقيق مواطيء قدم تخدم اهداف دول هذه الأجهزة الإستخبارية .
- هذا التوصيف لا يُلغي ضرورة قيام الدول المستهدفة بمزيد من الإجراءات لتحصين جبهاتها الداخلية اقلّه في الجانب الأمني ، على الرغم من حالة الإنقسام الكبير على المستوى المجتمعي والسياسي .
- اوافيكم غداً إن شاء الله بمقالة عن الموضوع .