أبوعمرو والأحمد وفتوح.. من الأقرب لخلافة صائب عريقات؟
مدار نيوز/الشرق/كتب محمد دراغمة/
مع اقتراب ذكرى الأربعين على رحيله، يتساءل كثير من الفلسطينيين عن الخليفة المحتمل للدكتور صائب عريقات، بعدما احتل موقعاً قيادياً متقدماً في منظمة التحرير، والسلطة الفلسطينية، وحركة “فتح”، وقاد المفاوضات مع إسرائيل ردحاً طويلاً من الزمن.
وتوفي عريقات، الذي شغل منصب الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية (أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة)، ورئيس دائرة شؤون المفاوضات في المنظمة، ورئيس وحدة دعم المفاوضات، وعضوية اللجنة المركزية لحركة “فتح”، في 10 نوفمبر، إثر إصابته بفيروس كورونا. وأثيرت بعد رحيله، الكثير من التكهنات حول خليفته، أو خلفائه المحتملين، ومن المتوقع أن يجري بحث تعيين خليفته بعد مرور 40 يوماً على رحيله.
وقال مسؤولون لـ”الشرق”، إن الرئيس محمود عباس (أبومازن)، الذي يقود منظمة التحرير، والسلطة الفلسطينية، وحركة “فتح” التي تعد الحزب الحاكم للسلطة، لم يبحث الموضوع بعد، في أي من الاجتماعات الرسمية التي عقدت لقيادة المنظمة والسلطة والحركة.
تقاليد معروفة
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، روحي فتوح، المقرب من الرئيس، لـ”الشرق”، إن “هذا الموضوع لم يفتح في أي نقاش داخلي”، مضيفاً: “التقاليد الفلسطينية معروفة في مثل هذه الحالات، فقد رحل قادة كبار، رحل خليل الوزير وصلاح خلف، وغيرهما، وجرى اختيار من يخلفهم في المؤسسات الرسمية”، مشيراً إلى أن المجلس الوطني الفلسطيني هو الجهة المخولة بانتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أو بدلائهم، ويجري توزيع المهام داخل اللجنة بالانتخاب أو التوافق بين أعضائها.
وتوقع عدد من المسؤولين، أن يجري تأجيل الموضوع لحين عقد اجتماع للمجلس المركزي لمنظمة التحرير، الذي ينوب عن المجلس الوطني للمنظمة في فترة غيابه.
توزيع مهام
ويتوقع الكثير من أعضاء الهيئات القيادية الأولى في المنظمة، وفي حركة “فتح” والسلطة، أن يجري توزيع مهام صائب عريقات بين أكثر من شخص.
وتنحصر التوقعات في عدد من المقربين من أبومازن، مثل أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، زياد أبو عمرو (مستقل)، وعزام الأحمد (فتح)، وروحي فتوح (فتح).
وقال مسؤول مقرب من الرئيس محمود عباس، لـ”الشرق”: “المؤكد أن الرئيس سيختار لهذه المناصب الحساسة شخصية قريبة منه، منسجمة معه، تقبل تنفيذ توجيهاته من دون تأويل”.
وأضاف: “منصب أمين سر اللجنة التنفيذية ورئيس الوفد المفاوض، مناصب يديرها عملياً الرئيس من خلال أحد المساعدين، صحيح أن عريقات أضفى على هذه المناصب حيوية عالية بسبب خبرته وكفاءته الشخصية، لكن في النهاية هو شخص كان ينفذ التعليمات المباشرة للرئيس”.
وفيما جرى تداول أسماء عدة لإدارة ملف المفاوضات، أشار أحد المقربين من الرئيس عباس، إلى أنه ربما يقوم بتوزيع المهام، ليعين أحد مساعديه مسؤولاً للاتصالات والمفاوضات (في حال استئنافها) مع الإسرائيليين، مثل عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” حسين الشيخ، ومساعداً آخر مسؤولاً عن الاتصالات السياسية مع الجانب الأميركي، مثل رئيس المخابرات العامة اللواء ماجد فرج.
وقال أحد المسؤولين، إن اسم زياد أبو عمرو، أكثر رواجاً من غيره بسبب لغته الإنجليزية وقدرته على التواصل مع الجهات الدولية.
وأشار، إلى احتمال تعيين رئيس فني لدائرة شؤون المفاوضات التي كان يديرها عريقات، ووظيفتها إعداد الدراسات والوثائق والخرائط اللازمة للوفد المفاوض، وإجراء اتصالات مع بعثات دبلوماسية.
وعرف العالم صائب عريقات مفاوضاً لإسرائيل، طيلة فترة العملية السياسية التي انطلقت في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، وتواصلت طيلة العقود الثلاثة الماضية، عبر عشرات المحطات من اتفاقات مرحلية وجولات تفاوضية طويلة، لم تسفر عن التوصل إلى اتفاق سلام نهائي يضع حداً للاحتلال الإسرائيلي، ويتيح للفلسطينيين بناء دولتهم المستقلة.
الحياة مفاوضات
ورغم ارتباط مكانة عريقات السياسية إلى حد كبير بالمفاوضات، حيث عمل عضواً في الوفد الفلسطيني المفاوض منذ تشكيله، ثم رئيساً له، ورئيساً لدائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير، ورئيساً لوحدة دعم المفاوضات، وهي هيئة غير حكومية توفر الدعم الفني للوفد المفاوض، وأصدر كتاباً بعنوان “الحياة مفاوضات”، إلا أنه عبر في عديد من المناسبات عن إحباطه الشديد من التفاوض مع إسرائيل، الدولة القوية المحتلة، من دون امتلاك عناصر قوة كافية للضغط عليها لإقرار حقوق الفلسطينيين، وبلغ به الإحباط حد وصف نفسه، في مقابلات صحافية، بأنه “المفاوض الأقل حظاً في التاريخ”. وقال في إحدى المقابلات: “ليس لدي جيش، ولا قوات بحرية، ولا اقتصاد، ومجتمعي مجزأ”.
The post أبوعمرو والأحمد وفتوح.. من الأقرب لخلافة صائب عريقات؟ appeared first on وكالة مدار نيوز.
الكاتب : نور حميدان
الموقع :madar.news
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2020-12-08 15:36:39
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي