تحليلات و ابحاثمقالات مختارة

كتب كمال ذبيان | هل تقدّم “اسرائيل” على شنّ حرب سادسة على لبنان تشبه اجتياح 82؟

قادة العدو يتوقعون أن تتوسّع.. والمقاومة جاهزة مع "بنك أهدافها"

كمال ذبيان | كاتب وباحث لبناني

المناورة التي يجريها جيش العدو الاسرائيلي منّذ ثلاثة اسابيع، تحت اسم “مركبات او عربات النار”، تنتهي بعد اسبوع، وهي تحاكي حربا محتملة على جبهات عدة، لا سيما الجبهة الشمالية مع لبنان، وغزة، ولا تخفي “القيادة العسكرية الاسرائيلية” ان تتوسع الحرب نحو ايران بما يعطيها بعداً اقليمياً.ولبنان هو اكثر الدول المعنية، بما يمكن ان يقدم عليه العدو الاسرائيلي ضده، وهذا ما لوّح به رئيس هيئة الاركان في الجيش الصهيوني اضي كوخافي، الذي كشف على “ان المناورة العسكرية، وهي الاطول للجيش الاسرائيلي، سيكون هدفها الاول القضاء على “وحدة الرضوان” في حزب الله، وهي من مقاتلي النخبة فيه.وقد حاولت الدولة العبرية ان تقضي على المقاومة في لبنان، لكنها لم تستطع، وفق تقارير عسكرية “اسرائيلية”، وقام بها قادة حاليون وسابقون في المؤسسة العسكرية الصهيونية، ولم يتمكنوا من سلاح المقاومة، وقد جرّبوا ذلك، في تموز 1993 ثم في نيسان 1996، قبل انسحاب الاحتلال من جنوب لبنان، وتحديدا الشريط الحدودي في 25 ايار عام 2000، حيث خرجت قواته دون قيد او شرط، لا بل فرضت عليه “تفاهم نيسان” عام 1986، الذي اعطى للمقاومة حرية الحركة العسكرية في الرد على اي اعتداء اسرائيلي يستهدف المدنيين، او مدناً آهلة بالسكان، وبدأ منذ ذلك التاريخ ردع العدو الصهيوني، الذي اصيب بنكسة اثناء تنفيذه لعملية عسكرية في بلدة انصارية على الساحل الجنوبي، بانزال وحدات من لواء “غولاني” في 7 ايلول 1997، فكانت له المقاومة بالمرصاد، واوقعت فيه نحو 13 قتيلا وعشرات الجرحى ولحقت بقيادته نكسة كبيرة.وتأكد العدو ان المقاومة اكتسبت خبرة اكثر، وهو ما دفع بقادتها الا ان يفكروا بالانسحاب من الجنوب، بعد ان كانوا بدأوا بالخروج من مناطق لبنانية على مراحل، واولها من العاصمة بيروت في ايلول من العام 1982، وبعد اربعة اشهر على غزو لبنان، حيث لاحقته المقاومة الوطنية على كل المساحة التي احتلها، فكان يهرب منها تباعا من الجبل الى شرق صيدا وجزين والنبطية وصور، وتمركز مع عملائه من “ميليشيا لحد” في الشريط الحدودي المحتل، الذي اداره سعد حداد ثم انطوان لحد، وكلاهما من ضباط الجيش اللبناني، لكنهما سياسيا كانا ينفذان اوامر “الجبهة اللبنانية” التي فتحت خطوط اتصال وتعاون مع العدو الصهيوني.هذا العرض التاريخي للاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، والتي بدأت في اول اجتياح له في آذار 1978، ولم تنسحب منه وفق القرار 425 الصادر عن مجلس الامن الدولي، للاشارة ان عدوانا اسرائيليا جديدا على لبنان هو في اهداف الكيان الصهيوني الذي اصيب بهزيمة من جراء عدوانه الذي بدأه في 12 تموز 2006 وتوقف في 14 آب من العام نفسه، دون ان يحقق اهدافه، وهي ضرب البنية التحتية العسكرية، لا سيما الصاروخية لحزب الله الذي لم يتوقف عن اطلاق الصواريخ الا بعد صدور القرار 1701 عن مجلس الامن، الذي اوقف العمليات العسكرية، ولم ينه الحرب.والمرحلة الحالية، تشبه تلك التي سبقت الاجتياح الاسرائيلي الثاني للبنان عام 1982، ثم في اعتداءاته اللاحقة، اذ تضع المقاومة في حساباتها وتقديراتها، ان يُقدم العدو الصهيوني على مغامرة عسكرية في لبنان، وهذ اما اكد عليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي اعلن رفع جهوزية المقاومة لصد اي عدوان محتمل على لبنان.وشهر حزيران هو دائما ما يكون الوقت المناسب ل “اسرائيل”، ان تقوم خلاله باجتياح برّي، لان الارض تكون اصبحت جافة بعد الشتاء، وقد يعيد العدو الصهيوني تكرار السيناريو ذاته الذي حصل في العام 1982، وهو يتهيأ للعدوان دون ان يحدد المساحة التي يحتاجها، لان مواجهته ستبدأ من البلدات والقرى الامامية، وقد حاول التقدم اثناء عدوان عام 2006، بعد ان فشل من الجو بضرب قواعد صواريخ المقاومة، فكانت معارك وادي الحجير وسهل الخيام وغيرهما من المواقع، فلم يتمكن العدو من التقدم، وهو ما تؤكد عليه مصادر في المقاومة بان اية مغامرة عسكرية قد يلجأ اليها العدو ستكون مكلفة له، وان المعركة لن تكون على جبهة واحدة، ولن تسلم مستوطناته، ولا مرافقه العسكرية، اذ ان “بنك اهداف” المقاومة يشمل كل الكيان الصهيوني من “ايلات” الى “المطلة” مرورا ب “تل ابيب” ووصولا الى “حيفا”، وان العدو يعرف ذلك، حيث تحدثت تقارير عسكرية اسرائيلية، عن ان حزب الله يمتلك نحو 45 الف صاروخ قصير المدى لمسافة 40كلم، و80 الف صاروخ متوسط او طويل المدى، وتتمتع بدقة في اصابة الاهداف، التي حددتها “اسرائيل” بـ 80 هدفا للمقاومة.فالاجتياح البرّي هو ما تسعى اليه “القيادة العسكرية الاسرائيلية”، التي تتوقع ان يسقط يوميا على الكيان الصهيوني 1500 صاروخ ويقتل خلال الايام العشرة الاولى من الحرب نحو 300 “اسرائيلي”، وغالبيتهم من المدنيين.فاستخدام البرّ هو اساس المناورة العسكرية، التي وصلت الى قبرص، التي سمحت ل “الجيش الاسرائيلي” ان تكون ارضها مكانا لمناورة تحاكي جبال لبنان، وكذلك منصة انطلاق لعمليات عسكرية منها، بما يوسع نطاق الحرب وفق خبير عسكري، الذي رأى ان ما يحضر له العدو الاسرائيلي، هو اوسع مما كان يقوم به في حروبه السابقة، اذ شق طرقات ترابية بحوالى 2500 كلم داخل “اسرائيل” تساعده للتحرك دون عوائق.ولن تكون الحرب “الاسرائيلية” المحتملة على لبنان خاطفة، وآخر حرب عام 2006 دامت 33 يوما ولم تحقق اهدافها، وهذا ما كشفته لجنة تحقيق “فينوغراد” في تقريرها، التي ركزت على “الجبهة الداخلية الاسرائيلية” الضعيفة،التي بدأ المستوطنون الصهاينة مغادرة الكيان الصهيوني، بما يؤشر على ان احتمال الحرب يتقدم، والتي تحاول “اسرائيل” ايضا الاستفادة من الوضع اللبناني الداخلي المأزوم والمنقسم سياسيا والمنهار ماليا واقتصاديا ومعيشيا، وهو ما قد يعطي الفرصة لقادة العدو لشن الحرب في ظل “جبهة داخلية” لبنانية غير متماسكة، لكن هذه الذريعة، كانت وستبقى في لبنان، وسبق لاطراف لبنانية ان تعاملت مع العدو وشاركته الحرب، لكنها انهزمت فيما بعد عسكريا وسياسياً.انها الحرب السادسة “الاسرائيلية” على لبنان، يغامر بها العدو الذي سيقاتل هذه المرة على اكثر من جبهة في غزة، كما داخل فلسطين المحتلة، في الضفة الغربية والاراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948، والتي بدأت تشهد حرب شوارع مسلحة بين الفلسطينيين وجنود العدو والمستوطنين، وان ما يحضّر للمسجد الاقصى من اليهود بهدم قبته او الاستيلاء عليه، لاقامة هيكل سليمان، قد يفجر حربا على كل مساحة فلسطين، وتمتد الى خارجها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى