كتب عمر معربوني | ما هي آفاق انتقال الجيش الروسي مجدّداً من الدفاع الى الهجوم؟

عمر معربوني | خبير عسكري خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية – رئيس تحرير موقع المراقب

على مدى ثلاثة شهور شهد ميدان منطقة العملية العسكرية الروسية الخاصة تراجعاً لوحدات الجيش الروسي في جبهتي خاركوف وخيرسون حيث نفّذ الجيش انسحابات منها ما هو تحت ضغط الهجمات الأوكرانية كما حصل في جبهة خاركوف ما ادّى الى تخلّي الجيش الروسي عن مناطق بالاكليا وايزيوم وليمان وكراسني ليمان وخسارته لمدينة كابيانسك وهي على حدود جمهورية لوغانسك الشعبية وكان هذا انسحاباً قسرياً لعب فيه سوء تقدير الموقف العسكري والإستخباراتي دوراً اساسياً إضافة الى عوامل أخرى تقنية لجهة مد الأميركيين للجيش الأوكراني بمعلومات دقيقة عن نقاط تموضع الوحدات الروسية وعوامل طبيعية ترتبط بالجغرافيا المكونة من مساحات واسعة من الغابات والعوائق المائية التي حدّت من قدرة الوحدات الروسية على المناورة والمعاناة المرتبطة بخلل استدامة وصول الإمدادات الى جانب استخدام الجيش الأوكراني للقذائف الموجهة بواسطة نظام الملاحة الجوي GPS سواء بالنسبة لقذائف الهايمارس او حتى بالنسبة لقذائف ال 155 ملم والتي كان لها دور فاعل في إصابة نقاط القيادة والسيطرة الروسية وكذلك تجمعات الآليات والأفراد .
في جانب آخر وبشكل طوعي اتخذت القيادة الروسية قرارا بالإنسحاب من الضفة الغربية لمدينة خيرسون لأسباب تتعلق باحتمال تفجير الجيش الأوكراني لسد كافوخكا واغراق مناطق تموضع الجيش الروسي وكذلك المشاكل المتعلقة بالإمداد .
بنتيجة هاتين المعركتين اجرت القيادة الروسية تقييماً اتخذت من خلاله قراراً باستخدام نمط الدفاع النشط من خلال انشاء خطوط دفاع صلبة لمنع الجيش الأوكراني من تحقيق انتصارات أخرى .
الى جانب استخدام نمط الدفاع النشط بدأ الجيش الروسي باستهداف البنى التحتية الأوكرانية الحساسة في قطاعي الطاقة والمواصلات للحد من قدرة الجيش الأوكراني على مد الخطوط الأمامية والخلفية بما يحتاجه من ذخائر ومعدات ، الى جانب استخدام نمط الإشباع الناري لإنهاك القوات الأوكرانية .
في الجانب التقني حسّن الجيش الروسي من أداء وحداته عبر تكثيف عمليات استخدام الطائرات المسيرة بانواعها الثلاث :

المصدر : https://www.sabahelkheyr.com/?p=2585

Exit mobile version