كتاب الموقع

كتب عمر معربوني | ما أهداف الإغارات الأوكرانية على أراضي روسيا الحدودية؟

عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية

بالتوازي مع المعركة العسكرية على الجبهات اعتمدت القيادة الأوكرانية بتوجيهات غربية تنفيذ عمليات اغتيال واغارة داخل الأراضي الروسية، ومنها عدد من العمليات في العمق الروسي سواء كانت عمليات الإغتيال او الهجمات بالطائرات المسيرة، بما في ذلك محاولة استهداف الكرملين قبل عيد النصر والعملية الأخيرة بالطائرات المسيرة التي وصلت الى موسكو.

في الجانب المرتبط بالإغتيالات نجحت الإستخبارات الأوكرانية في اغتيال ابنة الفيلسوف الكسندر دوغين في موسكو، كما نجحت في اغتيال المدون العسكري الروسي المعروف فلادلين تاتارسكي في مقهى بمدينة سانت بطرسبرغ.

في الجانب المرتبط بالطائرات المسيرة، ممّا لا شك فيه ان الغرب زوّد أوكرانيا بالآف الطائرات من طرازات مختلفة، من بينها طائرات يمكنها قطع مسافات تصل الى الف كيلومتر، وهي في الأساس طائرات استطلاع يتم استخدامها كطائرات انتحارية ضد منشآت اقتصادية ومدنية، وآخرها طائرات UJ-22 الأوكرانية المُطورة بتكنولوجيا غربية للتحكم بها عبر الأقمار الصناعية بواسطة محطات قيادة وسيطرة أرضية.

في جانب آخر توقع عدد من الخبراء العسكريين ومن بينهم كاتب هذه السطور ان تعمد القوات الأوكرانية الى تنفيذ اغارات ذات طابع محدود داخل الأراضي الروسية في عمق لا يتجاوز 7 الى 8 كلم وهي المرّة الثانية، حيث نفّذت مجموعات إرهابية اوكرانية بمسميات روسية اغارة فجر الخميس (1حزيران/يونيو2023) على بلدة شيبيكينو جنوب شرق بيلغارود وهي تبعد عن الحدود الروسية ـــ الأوكرانية مسافة 7 كلم لكن الإشتباك مع وحدات حرس الحدود الروسي وقع على بعد 3 كلم جنوب البلدة.

في المرّة الأولى نفّذت مجموعات إرهابية اوكرانية إغارة على بلدة غرايفورون جنوب غرب بيلغارود بعدد مماثل من القوات والآليات للإغارة التي نُفّذت فجر فجر الخميس (1حزيران/يونيو2023)  على شيبيكينو وتم تقديرها بسريتي مشاة وسرية دبابات.

في الإغارتين سبق التقدم الأوكراني تمهيد مدفعي ضمن نطاق محدد لتسهيل عبور وتقدم الجماعات الإرهابية الأوكرانية.

الأهداف:
في الحالات الثلاث ( الإغتيال – الطائرات المسيرة – الإغارات ) تهدف القيادة الأوكرانية بتوجيه من استخبارات الغرب الجماعي الى:

1ــ توجيه رسالة للقيادة والشعب في روسيا ان أوكرانيا قادرة على الوصول الى العمق الروسي.

2ــ احداث حالة من الإرباك في صفوف القيادة العسكرية الروسية.

3ــ تعميم حالة من الهلع في صفوف الشعب الروسي ودفعه لفقدان الثقة بقيادته.

4ــ ايهام الشعب الروسي بأن منفذي الإغارات هم من الروس وبمسميات روسية لتحريض المعترضين الروس على العملية العسكرية الروسية للقيام باعمال فوضى وتظاهر في المدن الروسية وخلق حالة من الإنشقاق عبر الطابور الخامس.

في النتائج:

لم تُحدث هذه الأعمال الإرهابية أي تأثير في استمرار العملية العسكرية الروسية على المستوى الإستراتيجي، لا بل شكّلت العمليات مسارات تحفيز للقيادة الروسية لإستخدام أنماط مواجهة جديدة، إضافة الى ان عمليات الإغارة والطائرات المسيرة لم تصل نتائجها حتى إلى خسائر ذات طابع تكتيكي باستثناء عمليات الإغتيال التي يذهب ضحيتها مواطنين روس.

المصدر | العهد الاخباري

عمر معربوني

رئيس تحرير موقع المراقب - باحث في الشؤون السياسية والعسكرية - خبير بالملف اللبناني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى