كتاب الموقع

كتب د . عمران زهوي | الزلزال الذي سيغيّر وجه العالم

الدكتور عمران زهوي | كاتب وباحث لبناني

بعد القرار الأميركي بتجميد مفاعيل قانون قيصر عن سوريا لمدة 6 أشهر وبعد مرور 6 أيام على الكارثة وتحت الذريعة الإنسانية (المقنعة) وبعدما تحركت الدول لمساعدة سوريا منهم بعد أخذ الضوء الأخضر الأميركي والآخرون لأسباب داخلية وضغوط شعبية وإنسانية.
انكشف الوجه الأميركي الحقيقي في التعامل مع معاناة الشعوب. منذ أكثر من 12 عاماً وهذه الحرب عبثية في سوريا لإخضاعها وقبولها بقراراتها، وازداد الأمر سوءاً منذ تموز/ يوليو 2020 حين ابتدأ حصار قيصر، وكأن سوريا لم يكن يكفيها احتلال الأميركي لشمال شرق الجزيرة السورية.
هذا القرار هو عبارة عن خطة التفافية ذكية وهادفة من الإدارة الأميركية لتمتص غضب شعوب المنطقة ومن ثم تسير بمخططها المرسوم للمنطقة التي قد تكون لاعب مؤثر في صراع القطبية العالمية الجديدة وأعني هنا (تركيا وانتخاباتها والوضع في منطقة الشرق الأوسط والتقارب السوري – التركي برعاية إيرانية – روسية) وخاصة بعد فشل السياسة الأحادية القطبية والتي أوصلت الاقتصادات العالمية الى وضع كارثي وازداد الفقر والحرمان والمجاعات القادمة بسبب هذه السياسيات الديكتاتورية الذي اتبعها سيد العالم الأميركي المهيمن على الكرة الأرضية بأكثر من 800 قاعدة عسكرية منتشرة في العالم، والهيمنة الاقتصادية والدبلوماسية السالبة لقرارات الدول لخدمة المشروع بوجهه الاستعماري لزيادة بسط النفوذ على الحجر والبشر.
المساعدات والتحويلات لن تمرّ عبر الدولة السورية وإنما بالمباشر ما يعني هو زيادة لتمويل الجمعيات (NGO) وبالإضافة الى الفصائل المدعومة من الأميركي، وليس صدفة تواجد ما يقارب الـ60 ألف جندي أميركي في قبرص بعد المناورات هناك وحاكت زلزال في تركيا بقوة 8 ريختر؟!!
والتحرك الأميركي اليوم في تركيا وصولاً الى العمق السوري تحت ذريعة المساعدات الإنسانية…
وما قامت به بريطانيا (مليار دولار) بزيادة موازنة الخوذات البيض والجميع يعلم دورهم في سوريا ، والسؤال الذي لم نجد إجابة له وهو إغلاق البعثات الدبلوماسية والقنصليات الأميركية والأوروبية في تركيا قبل الزلزال بعدة أيام؟!!!
– [ ] من هنا نجد انه تكمله لمخطط أميركي ما لسوريا ولمحاولة تأجيج المنطقة بعد التقارب التركي – السوري ووجود الأميركي بعد المناورات مع قبرص مع قرب الانتخابات التركية والمعركة القائمة بين أميركا وروسيا عليها إذ يدعم الروسي اردوغان والأميركي يدعم المعارضة، فلتركيا موقع جيوسياسي وجيوبولتكي مهمة جدا لعدة اعتبارات وخاصة بعدما أصبحت تركيا المنصة التجارية لروسيا.
– [ ] وليس صدفة أن يهبّ الحشد الشعبي بكل امكانياته ووجود قائده في سوريا متواجد مع قافلة تُعد الأضخم من المعدات والمساعدات والتي نشرت صور القافلة التي ناهز طولها الـ10كم2، بالإضافة الى تواجد أيضا قائد الحرس الجنرال قاآني وليس بمحض الصدفة.
– [ ] كل ما جرى على الأراضي السورية والتواجد الدولي ما هو إلا قراءة من محور المقاومة للمخطط الأميركي وتحضير لمعركة ادلب وتحرير بقية الأراضي السورية في سياق الحرب الاستباقية والتي ستوقف هذا المخطط.
فالمعركة كلها في إطار كسر الأحادية القطبية والاشتباك على المنطقة ومواردها والنفوذ والسيطرة والكيان الصهيوني، والأهم للأميركي اليوم هي الصين ومن ثم روسيا والحرب الأوكرانية والوضع المالي العالمي وتراجع الدولار كعملة عالمية، وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي الذي يواجه خوف التفكك واقتصاداته المنهارة في ظل عدم توفر بديل للغاز الروسي، فما زلنا اليوم في خضم الصراع العالمي والذي سيفضي بالجلوس الى طاولة وإقرار الأميركي بالهزيمة لكي يعاد صياغة حكم العالم ولكن بتعددية قطبية. وإلا سوف نرى المزيد من تقلص حجم النفوذ الأميركي في العالم، ومن الممكن أن نرى تغييرا في الأسلحة العسكرية غير المألوفة للجميع، وربّ ضارة نافعة والانفتاح العربي على سوريا وكسر الحصار سيغيّر المعادلة في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى