تحليلات و ابحاثكتاب الموقع

كتب مفيد سرحال | المجلس النيابي القادم عمره سنة.. وبعده طوفان او طائف جديد.

مفيد سرحال | مدير تحرير موقع المراقب

تستحث القوى السياسية الخطى على مضض لخوض الاستحقاق النيابي بسلوك باطني يتبدى ظاهريا باحترام المواعيد الدستورية والمضمر قلق محموم من ردات فعل الناخب الغاضب المسحوق في طاحونة العوز والغلاء والمصير المبهم والهجرة القسرية وشجون الطبابة والتعليم والدواء وتفشي الجريمة ورواج المخدرات. وسط هذا التناقض البين والاضطراب العالي المنسوب وفقدان المناعة الشعبية لدى الطبقة السياسية التي تشتهي التأجيل كما تشتهي العسل المصفى تدور احاديث وتسترسل تكهنات ورسائل في الغرف المغلقة عن سيناريو ما بعد الانتخابات اذا حصلت ؟؟ سيناريو فضفاض يرسم ملامح المرحلة القادمة وشكل الدولة وسبل اخراج لبنان من حال الانسداد في افق المعالجات السياسية والعلائق الملتبسة بين المكونات . في الشرح العملي لهذا السيناريو المتداول يجري التنبؤ للمجلس الحالي المنتخب بانه (ليس ابن عيشة) ويستحيل موضوعيا صموده في وجه الانواء والعواصف المالية والاقتصادية والضغوط الخارجية بالتوازي مع انعدام القدرة على تشكيل الحكومة الاولى المنبثقة عن تركيبة المجلس ما سيقود الى شلل مؤسساتي وعطالة دستورية مع تحديد العمر الافتراضي للمجلس النيابي بسنة على ابعد تقدير و المعرض للطعن بميثاقيته من جهة وتشكله من اقليات ونتف حزبية وسياسية تحول دون قدرته على لعب دور تشريعي متكامل متوازن وخلق مناخ استقرار عام . من شأن ذلك وبقوة الضرورة الوطنية الدعوة الفورية الى مؤتمر وطني يدخل تعديلات على اتفاق الطائف ويبت نهائيا بالبنود الاصلاحية التي بقيت مقاربتها لتاريخه محكومة بالمصالح الفئوية . ان هذا المؤتمر الوطني برعاية عربية اوروبية تحديدا ستكرسه وتباركه زيارة قداسة البابا الى لبنان المهجوس بالوجود المسيحي في الشرق واعتباره لبنان صمام امان هذا الوجود ناهيك عن كونه مركز تلاقي الديانات والتفاعل الانساني الحضاري الذي سيتمحور حوله هذا الوجود المسيحي المعرض للتآمر في كينونته وعقيدته وما الكلام الايجابي والدقيق الذي وصف به قداسته حزب الله سوى انعكاس لفهم عميق لمدى المؤامرة التي تحاك ضد المسيحية ورعاياها في هذا الشرق على وقع تهويد المقدسات والتهجير القسري وتسجيل علامة مميزة للمقاومة في حفظ وصون هذا الوجود والدعوة للتفاهم معها كمكون وطني اساسي في التركيبة اللبنانية وهذا بحد ذاته اقرار بدور المقاومة كحركة تحرر وطني وصفعة مرتدة على وجه الادارة الاميركية والدولة اليهودية الزائلة . لذا فالرتوش على الطائف الجديد سيطال تعديلات على ما يعتبر انتقاصا من صلاحيات رئيس الجمهورية وتبديد الغموض الذي يكتنف العديد من المواد الدستورية التي انكشفت عورتها في التطبيق والاهم الفصل بين السلطات اما مسألة الاصلاحات فان اللامركزية الادارية الموسعة ستكون الاساس في اي بحث على ان تكون صيغة تزول معها كيانات الطوائف السياسية تدريجيا والابقاء على الكيانات الدينية الاجتماعية وفق منطوق ما تقتضيه مصلحة افراد الطوائف في ظل دولة قوية قادرة استيعابية لجميع ابنائها بين حدي العدل والعيش المشترك. كما طمأنة الجماعات الطائفية بمجلس شيوخ بعد انتخاب مجلس نيابي وطني خارج القيد الطائفي . هذا المؤتمر سيؤسس لانتخابات نيابية تتوج بانتخابات رئاسية تعيد للبنان انتظام مؤسساته الدستورية لتنطلق ورشة التعافي الحقيقية من خلال استثمار الثروات المحمية حقيقة بالصواريخ الدقيقة وتسخيرها للصالح العام ومحو آثار الازمة الاقتصادية الخانقة وتصفير العداد!!!! حول المال المنهوب والمسحوب من البنوك على قاعدة ما فات قد مات وكل ما هو آتٍ آت.. هذا ما يجري تداوله وتبقى العلة في المكتوم الى حين ظهوره فيبنى على الشيء مقتضاه والسبيل الوحيد للبنانيين في هذا المضمار. الانتظار ليس الا…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى