تقارير

بالتفاصيل والأسماء : السعودية أمَرَت والقوات وحزب سبعة والمنتدى يحرقون طرابلس .

تقرير : خالد رمضان

لا شك ان الفقر والعوز ادى الى ما ادى اليه في طرابلس وليس هناك ضرورة للتذكير بأسباب هذا الفقر خصوصا ان الجميع بات يعلم ان طرابلس استخدمت منذ عشرات السنين كصندوق بريد (من احداث الضنية، الى معركة نهر البارد مرورا بمعارك الجبل والتبانة وغيرها) ، لكن ما حصل في طرابلس خلال الايام الماضية لم يكن كله عفويا، بل كان مخططا له من دول اقليمية فاعلة في الساحة الطرابلسية، وكان له اهداف واضحة مرتبطة بالضغط على الرئيس سعد الحريري لدفعه نحو الاعتذار عن التكليف، والا بماذا يمكن تبرير وضع الشارع السني في مواجهة قوى الأمن الداخلي المحسوبة طائفيا على السنة، ولماذا تدارك فرع المعلومات وقوى الامن هذا الامر وجلسوا جانبا للدفاع عن السرايا وحدها، وعدم المواجهة مع الناس بالرغم ان الامر ادى الى تباين بين الامن و الجيش الذي وجد نفسه في مواجهة الشارع السني وهذا ما لا يريده.

لكن بعيدا عن السياسة، ماذا حصل في الميدان؟
لقد تورطت قوى اساسية في ما حصل بطرابلس، على رأسها القوى الاقليمية ( السعودية والإمارات ) التي رغبت في ايصال رسائل لكنها استخدمت قوى داخلية على رأسها القوات اللبنانية وحزب سبعة والمنتدى.
لقد عملت القوات اللبنانية على التمويل اضافة الى حزب سبعة، لكن القوات استخدمت خبراتها الامنية من اجل اخفاء عناصرها عبر استخذام مجموعات منفصلة وغير مرتبطة ببعضها البعض.
وفي المعلومات ان القوات بدأت قبل مدة توزيع مساعدات في طرابلس مستغلة الوضع المعيشي السيء وبدأت تنظم بعض الكوادر وتفتح ابواب تواصل واسعة في المدينة، ومن هنا كانت البداية.
جاء القرار الاقليمي ( السعودية والإمارات ) وحصلت دعوة للتظاهر في ساحة النور وهو ما سمي بيوم الغضب الذي دعى اليه عبر الفيديو كل من سيف الدين الحسامي وابو عمر فشيش.
سرعان ما تم اكتشاف ان جزء كبير من المشاركين قد تواصلوا مع كوادر من حزب سبعة ومن القوات الذي دفعوا لهم الأموال، والأهم هو التواصل بين الحزبين المذكورين وبين المنتدى الذي انفصل عن بهاء الحريري بعدما اكتشف الاخير انها تعمل بشكل لافت بشخص رئيسها نبيل الحلبي على الفوضى والتخريب.

دور المنتدى كان ميدانيا اكثر منه تمويليا بل على العكس، حصل المنتدى على اموال من القوات من اجل ادارة عمليات التخريب المنظمة في طرابلس (وقد اجتمع مسؤول المنتدى في طرابلس نصر معماري مع احد المسؤولين الامنيين في القوات المدعو فيليب اضافة الى منسق القوات في طرابلس جاد دميان) لان القوات ومهما زادت قدراتها فهي غير قادرة على تنفيذ اي مخطط في طرابلس من دون ادوات داخلية، علما ان علي الشيخ من مكتب القوات في الضنية كان من ابرز المحرضين على عمليات التخريب التي حصلت، ويذكر ايضا ان فوزي الفري الذي تربطه علاقة جيدة بالقوات لعب دورا كبيرا بالتنسيق مع معماري،كما لعبت المنتدى دورا واضحا في التحريض وليس فقط التخريب عبر الناشطة تيما سمير.

في اليوم المذكور حضر عناصر المنتدى ومن معهم، وتبين ان المنتدى استقدم اطفال وشباب ما دون ال١٢ سنة من مناطق وادي النحلة وعرب الفوار، والذي تولى استقدامهم هو ناصر قدور الملقب بالمختار وابو البكر الجمل..

الى جانب دور المنتدى برز دور داليا الجبيلي المنتمية الى حزب سبعة التي عرف عنها سابقا دورها بتأمين باصات نقلت مخربين الى ساحة الشهداء ومجلس النواب (لكن الجبيلي باتت اليوم خائفة من التوقيف فقدمت استقالتها من حزب سبعة وهددت بفضح كل شيء اذا تم توقيفها) ، ومن حزب سبعة ايضا برز في تنظيم عمليات التخريب كل من شهيد نمنوم، محمد الزعبي، علاء الحسين، وسيزار معوض.
اضافة الى المراهقين والاطفال استقدم المنتدى ايضا بعض الفلسطينيين من مخيم البداوي، وكان الهدف الاساسي الذي لا يجب ان يحيد عنه احد هو الهجوم على السراي.

التفاصيل اليومية : كيف اديرت عملية التخريب:

كان لافتا ان اليوم الاول بدأ فورا بالهجوم على السراي في طرابلس بعد الاعتصام في ساحة النور، لم يستطع المخربين التمويه وبدأوا بخطتهم فورا، واللافت ان معظم المخربين كانوا من الاطفال.
بدأ رشق السراي بالحجارة ومن ثم بالمفرقعات النارية ولاحقا بالمولوتوف ومن الواضح ان التصعيد كان منظما ومفتعلاً.

بعد الاشتباك في اليوم الاول تدخل الجيش ولاحق المخربين واستمر الكر والفر لساعة متأخرة من فجر اليوم التالي ووصل الى احياء بعيدة مثل شارع الحرية وساحة النجمة وترافق مع تكسير سيارات وممتلكات خاصة..
في اليوم الثاني بدأ التجمع عند الخامسة عصرا، وتركز الهجوم على مدخل معروف في السرايا بأنه باب فرع المعلومات، وحصل هجوم كبير حتى كاد عناصر الفرع يفقدون السيطرة واضطروا الى اطلاق النار بالهواء، وقابلهم المخربين وتحديدا التابعين للمنتدى بالقاء قنابل يدوية ادت الى اصابة ٣ ضباط و٧ عناصر من بينهم العقيد محمد عرب رئيس فرع المعلومات في الشمال ، فخرجت مجموعة مكافحة الشغب لمواجهة المتظاهرين فحوصروا واضطروا الى اطلاق النار فاصابوا عددا منهم وقتل شخص من منطقة التبانة يدعى عمر طيبا، فتدخل الجيش حينها وبقيت المناوشات الى الساعة الثانية فجرا.
حصل التشييع في اليوم الثالث وحصلت دعوات من بعض عناصر المنتدى مثل وائل حمزة وبأمر مباشر من نصر معماري، من اجل مهاجمة منازل السياسيين لكن الطقس لم يكن مناسبا لذلك.
في اليوم الرابع، بدأت التحركات بمهاجمة منازل السياسيين، الموجة الاولى قادها خالد الديك والموجة الثانية قادها ناصر قدور احد كوادر المنتدى الاساسيين في موضوع الشغب والفوضى والتخريب.
من ثم توجه الجميع لمهاجمة الهدف الأساسي : سراي طرابلس.
ادت قنابل المولوتوف الى احراق جزء من المحكمة الشرعية، ومن ثم توجه نحو خمسين شخص الى البلدية وسرقوها ومن ثم احرقوها، ومن ثم توجهوا الى مبنى المالية لكن الجيش كان قد سبقهم، وبعد ذلك هاجموا مخفر السويقة، وأحد المجمعات التربوية.

اما في اليوم الخامس فقد هوجمت السرايا كالمعتاد، واستعملت القنابل والمولوتوف.

يوم السبت كان الجيش قد استقدم تعزيزات من خارج المدينة وانتشر في مختلف انحائها فارضا الامن لكن الاشكالات بقيت امام سراي المدينة، وبدأت الاعتقالات تدريجيا ليتبين ان من احرق البلدية هم من اصحاب السوابق ولديهم ملفات قضائية، في حين ان التحقيقات ادت الى قيام الموقوفين بفضح رفاقهم.
يوم الاحد، حصلت وقفة تضامنية من مختلف المناطق اللبنانية وقف خلفها حزب سبعة وبعض منتحلي صفة اليسار وحصلت اشتباكات امام السراي وانتهت بتدخل الجيش، لكن في الوقت نفسه كانت الاعتقالات قد وصلت الى حد كبير، وطالت العشرات من المتورطين بالتخريب وبحرق البلدية. وبدأ الخوف يدب بجميع المتورطين وبدأ بعضهم يتوارى عن الانظار، والبعض الاخر يسلم نفسه واخرين يقومون بوساطات لكي لا تشملهم الاعتقالات.

تكاليف هائلة:
قدرت تكاليف عمليات التخريب، اي تكلفة المفرقعات والمولوتوف بنحو اربعين مليون ليرة لبنانية عن كل يوم اشتباكات هذا غير تأمين “سوندويشات” التي قدرت بالمئات، كما قدر عدد قنابل المولوتوف التي استعملت بنحو ستين قنبلة، ما يعني ان الغضب ليس غضب الفقراء فقط بل مخطط سياسي يراد منه اهداف غير واضحة..

دور الشبيحة:
في كل ازمة وفوضى في الشارع وعمليات تخريب، تظهر فئة المرتزقة او الشبيحة الذين يقومون بأدوار لا يستطيع اي شخص القيام بها مقابل بدل مالي، وهؤلاء ظهروا في طرابلس خلال ايام الاشتباكات ضمن أدوار مختلفة، ومنهم:
احمد باكيش، احمد الفوال ،نشوان دندشي، بلال دندشي، احمد مرعش، عمر صبح ووسيم بركات.

كانت طرابلس في الايام الماضية على بعد لحظة من فوضى لا تنتهي، قادتها الدول الاقليمية ومولتها القوات وحزب سبعة، وحرض عليها كثر من المنتمين لهذه الاحزاب، استفاد منها الشبيحة وبعض اليساريين ونفذها المنتدى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى