كتاب الموقع

السيد وخطاب التحرير الثالث .

عمر معربوني | رئيس تحرير موقع المراقب

الليلة بتاريخ 13 أيلول / سبتمبر 2021 الساعة الثامنة والنصف سيعلن السيد حسن نصرالله بدء دخول المازوت الى لبنان في خطوة ستكسر الحصار والإحتكار معاً .

في الحصار لم ينتبه الكثيرون من الأصدقاء والأعداء لمضمون فقرة ارتجفت لها عظام الأميركي وقضّت مضجعه عندما نزع السيد عن السفارة الأميركية في لبنان الصفة الديبلوماسية بقوله ان السفارة تحولت الى غرفة عمليات تدير الحرب الاقتصادية على لبنان ، ما يعني تحول السفارة الى موقع حربي وليس ديبلوماسي .

جاء ذلك التعريف الجديد للسفارة قبل ان يُعلن السيد ان ناقلة النفط الأولى ستُبحر بعد ساعات مقدِّماً التعريف الجديد للسفارة على اعلان ابحار الناقلة الأولى وهي الرسالة التي وصلت للأميركي بوضوح معلنة دخول الحزب في المعركة الاقتصادية وما سيُعرف لاحقاً لدى المتخصصين بالصدمة المضادة ردّاً على تفعيل الأميركيين نظرة الصدمة على لبنان .

العنوان الأهم الذي تشكّل بعد إعلان السيد ابحار الناقلة كان انتقال الإدارة الأميركية السريع من المواجهة الى المنافسة .

فبعد ان كان الأميركي ضاغطاً بأقصى قوته بمنع وصول الغاز المصري والكهرباء الأردنية لم تمضِ ساعات حتى اتصلت سفيرة عوكر برئيس الجمهورية معلنة قبول ادارتها بتسهيل مرور الغاز المصري والكهرباء الأردنية واعطت ووفد الكونغرس الذي زار لبنان تأشيرة السماح لوفد وزاري لبناني بزيارة دمشق ولقاء وزراء من الحكومة السورية ومن ثم اللقاء الرباعي في الأردن لوزراء الطاقة والبترول في سورية ومصر والأردن ولبنان .

العنوان الثاني الحركة الأميركية المستعجلة لتذليل عقبات تشكيل الحكومة عبر اتصالات مكثفة تولاها الفرنسيون ووعود ضمنية بتسهيل قروض عاجلة من البنك الدولي وصندوق التنمية الكويتي والحبل على الجرّار .

بما يرتبط بالإحتكار فإن المعلومات المتوفرة على المستوى التقني بعناوين أساسية سيفصّلها السيد الليلة تشير الى بداية نقلة نوعية وجذرية وانقلابية في التعاطي التجاري مع سوق المشتقات النفطية لجهة بيع هذه المشتقات الآتية من ايران بأسعار مخفضة ستجبر شركات النفط على تخفيض نسبة أرباحها الى حدود دنيا ، فعلى سبيل المثال لا الحصر تربح الشركات في كل طن من البنزين مبلغ 400 دولار أميركي وهي أرباح هائلة .

وكما ادخل اعلان السيد الأميركيين في المنافسة بدل المواجهة سيجد التجار انفسهم امام خيار تخفيض ارباحهم عاجلاً او آجلاً وهو مكسب مهم للبنانيين والمقيمين في لبنان على حد سواء .

 

في التفاصيل التقنية

ستبدأ صهاريج المازوت بالدخول الليلة بمجرد بدء السيد كلمته وهو دخول له ما قبله وله ما بعده من تداعيات وسيواكب هذا الدخول مواكبة إعلامية واحتفالات شعبية .

قبل دخول الصهاريج من المهم الإشارة الى :

  • إعطاء الرئيس بشار الأسد توجيهات مباشرة باعفاء ناقلات حزب الله من رسوم الدخول والترانزيت الى لبنان إضافة الى وضع 100 صهريج لنقل المازوت الى لبنان على نفقة الدولة السورية .
  • مساهمة الجمهورية الإسلامية في ايران بقسم مهم من كمية المحروقات القادمة الى لبنان كعربون محبة وود للشعب اللبناني والمقاومة اللبنانية .
  • توزيع كميات كبيرة على المستشفيات والأفران والمطاحن ومعامل الأدوية والمواد الغذائية ومولدات الأحياء، بعضها كهبات وبعضها الآخر بأسعار مخفضة .

في التفاصيل والآليات سيعلن السيد خطة الحزب وطريقة التعاطي مع المواضيع المرتبطة باستقدام المحروقات مع الأخذ بعين الإعتبار انها التجربة الأولى للحزب في هذا المضمار والتي سيتم الإستفادة من خطواتها الأولى عبر تحدي الثغرات وتفعيل كل ما هو جديد لخدمة المعركة اللإقتصادية .

مع الإشارة ايضاً ان خوض المعركة الاقتصادية لن يقتصر على المحروقات بل سيتعداه الى الأدوية والمواد الغذائية وكل ما يحتاجه الشعب اللبناني بالتوازي مع البدء بانشاء سبكة مشاريع تفعّل الاقتصاد المنتج وتنقل لبنان بالتدريج من الكارثة الى التعافي .

امام هذا الواقع الجديد سنكون بالتأكيد امام خطاب تاريخي يمكن اعتباره خطاب اعلان بداية مسيرة التحرير الثالث من الهيمنة والحصار من جهة ومن الإحتكار من جهة أخرى وللحديث تتمة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى